هوجس الموت

رُبما شاخ عقلي كثيرًا لأفهم، أن تلك نظرات مُودّع، وتلك الأخرى نظرةُ رضى. ربما ترفّع قلبي عن أمور الدنيا كثيرًا، ما عُدتُ أهتم إن ذاك قذف أو هذهِ نمّت واغتابتْ. ماعدتُ فتاة العشرين، كبرت كثيرًا لأفهم، جالست المودعين، تركت أندادي للدنيا، فهمت خطةِ سَير الحياة، وانزويت في غرفتي أبكي... على كبيرٍ علمني دعوة، وعجوزٌ أهداني حكمة.

كيف كنت لا أهاب الموت؟ كيف كنت حمقاءُ جدًا؟ كيف أخطأتُ بحق فلان وحقوقِ فلانة؟ كيف لي ألا أبكي وأرتجف؟ وأصارع تقوى الله في قلبي؟

وأنا أخاف حتى بُعد أمي... ، وأخاف مكروهًا قد يصيب أبي... ، أو وجعٍ يدفن أختي... ، أو سرعةٍ تأخذ أخي؟
 تُهت في رحاب نفسي...
وددت لو بيدي لأعرقل سير الحياة وأنزوي... ،
أبكي على سجادتي من ألم التعبّد، وتدامي الأقدام، أعاني قلة النوم ... علّها تُنجيني!

تذكرت غاية إعمار الأرض، فبكيت تارةً أخرى، بحرقةٍ ولوعة...

تعبت الدُنى يا الله، خذني عندك للعُلا...
ولكني أخاف قبر الوحدةِ والوحشه... ،
لم يمض على بلوغي بضع سنوات، لم أعمل بعد... ، 
لكني اخاف... ، اخاف يا رباه...

كنت لا أهاب الموتِ لاني بك كلّي ثقة، كيف أكون في ضيافتك وانتَ أكرم الأكرمين وأجود الأجودين ولا ترعاني؟ لكنّي أصبحت أهاب الموت لألا ألقاك بنقصٍ من قِبلي في حقك.

يارب ساعدني كيف لا أُقصّر وأنا بشر وأنا مكتمل أو قد لا أكتمل وأنت الكامل والكمال لك...
ربِّ أناديك جهرًا في خطابٍ أكتبه لبني البشر... ،
ربِّ زلزلني بخوفٍ منك إن عصيتك... ، 
وثبتني بقولٍ وعملٍ إن راعيتُ في نوايا قلبي تقواك...


يا حقُّ يا رشيد: إني أمتك، وإنّي أشهد أن لا إله غيرك.

خَدِيْجَه سِنْدِي.