(١)
الحمدُ لله ربِّ العالمينَ الرحمنِ الرحيمْ، الذي وهبني رجلًا لاتُلهيهِ تجارةٌ ولابيعٌ عن ذِكر الله وإقامِ الصلاة، يُوقِظني قُبيلَ الفجرِ لأقف بين يدي الله، وللفجرِ فيصلي بيَّ ونكونَ في ذِمةِ الله، وبعدَ الفجرِ حتى نُرزقَ رِزقًا حلالًا طيبًا مباركًا فيهِ مِن الله. يحافظُ على الصلاةِ الوسطى كمان يحافظُ على الفجر، ويصلّي العشاءَ في جماعةٍ كما الفجر، ويرتلُ الكتابَ من الثلثِ الأخيرِ من الليلِ إلى الفجر. سيماهُ في وجههِ من أثر السجود. لسانهُ عامرٌ بذكرِ الله.
(٢)
الحمدُللهِ الذي فضلني على كثيرٍ من عبادهِ المؤمنين ووهبَ لي رجلًا هوَ لباسٌ لي، قوّامٌ علي، ولا أصبرُ عنه. إذا مرضتُ على جَبيني قرأ الشفاءَ سَبعًا، وإذا جَزعتُ وضعَ يُمناه يُسرًا وتلى ألم نشرح. يُحصنني بالمعوذتين وحال خوفي يحفّني بالمحضر. يأمرني بذكرِ الله إذا نسيت، ويصبرني مع الذين صبروا عن السجنِ الدنيا. قلبهُ مطمئنٌ يعقلُ بهِ، جعلَ الله لهُ فيهِ رأفةً ورحمةً ورهبانية، فأنزلَ عليهِ السكينةَ ليزدادَ إيمانًا مع إيمانهِ.
(٣)
الحمدلله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيهِ ملء السمواتِ وملء الأرضِ وملءَ مابينهما على رَجلٍ هو مُعبّدٌ لله في اسمهِ، وعبدٌ للهِ في دينهِ وفعله. لا يسجد إلا لمالكِ الملكِ الواحدِ المتعال، ولو أُحلَّ السجودُ لغير الله لأمرني حبيبي -صلَّ الله عليه وسلم- بالسجودِ له. هوَ مِن جِنسِ محمدٍ بن عبدالله، ذكرٌ مثله، فأجعل خُلقهُ كخلقِ نبيكَ خُلقَ القرآن يا الله، يخافُ يومًا تتقلبُ فيهِ القلوب والأبصار، فيلازم وصلك ويعجل إليك لترضى.
— خَدِيْجَه سِنْدِي.