يا الله امنحني قوة الغلبة على مفرداتِ اللغة هذه التي تتراص في ذهني بشكلٍ لم أعهدهُ من جماليّة، امنحني القدرة على قمع الثرثرات التي تسكنني بكل هرطقةٍ وعفوّية.
أشكوكَ منّي يا الله، لأنني بلا رحمةٍ لذاتي، لرأس معدتي المسكين المحترق التالفُ من تقلبات مزاجي والشد على أعصابي، من كبت الكم الهائل من الوجع الساكن دمعي السائل غير المرئي الشفافُ البراقُ المتثاقل.
يا الله امنحني الخلود إلى النوم، ماعدت أحتمل، أتمتم بهِ كنصٍ يسري في دمي بشكلٍ وراثيٍ أو كروموسوميٍ لم يكتشف بعد، كخلايا الدمِ بنوعيها، كطبقاتِ الجلد، كمقلةِ العين والبؤبؤةِ والعدسة، كروحي التي أندمر دون وجودها.
يا الله، يا الله، أعاني مني فأمنحني الخلودَ والصمتَ والسكون، الاستقلالية والتفرد بقلب ذاك العابد لك، بلا قيود بلا شروط.
يا الله أريد أن ينتهي كابوسُ الكتابةِ هذا اليوم فقط دون أن أشفى منه، دون أن تفارقني نوباتهُ المتصدعةُ هذه، فقط اليوم يا الله أريد الخلاص للغرق في الوسادة والنومَ بعمقِ سنواتِ التاريخ، للغرقِ فيه كبحرٍ من الظلمات، للغرقِ فيه كأنهُ بئرٌ عميقٌ من الزلّات من الهفوات من النسيان من العدم إلى الوجود الذي بيدك، أتوسّل إليك يا الله امنحني قدرة الاكتفاء من هرطقاتِ هذا اليوم الذي لا يرغب أن يمر كباقي الأيام، الذي يريد أن تكتبهُ دمائي بلونها القرمزيُّ الأخاذ.
أيها اليوم أرجوك امضي بسلام.
— خَدِيْجَه سِنْدِي.