تعلّق أم حُبّ؟

في مواطن عديدة تردد على مسمعي أقوالٌ وإن اِختلفت في صياغتها تشابهت في جوهرها، مفادها أن التعلّق طاقةٌ سلبيّة، بل وأن من تمام المنطقيّة وسلامتها ألا تتعلق النفس البشريّة مهما أحبّت.

فالحبُّ طاقة إيجابية تدفع الإنسانَ لمزيد من التقدم، ولإحراز نجاحاتٍ جديدة كما يُذلل الحب المصاعب بعد المُيسّر، ويُشعل فتيل الجرأة والحماسِ والإقدام، وهي طاقة تمنحُ الخيّر طالما بقت في إطارها السليم.
أما التعلّق فهو منافٍ للمنطقية وكما ذكرت طاقةٌ سلبية تقود للغيرة مثلًا والحبِّ المشروطِ كمثالٍ آخر.

وإنني كإمرأة وأثنى لا يجب عليّ التعلقُ مهما بلغ الحب مبلغهُ منّي أو تمكّن الإحسان (الإنسان عبد الإحسان).

بل وإن عموم الدين الإسلامي يؤكد عدم التعلّق بغض الطرف عن الجنس -ذكر أم أنثى-، فلا تعلّق بغير الله -وإن حديثي لبعيدٌ كُل البعدِ عن الشرك أو ما هو في سياقهُ-، بل وعلى كلِّ عاقل تعليّم وتهذيّب نفسه بعدم التعلّق وكذلك أبناءهُ وبالرغم من كون هذا الحديث من البديهياتِ لجيلٍ ما، أجدهُ مستحدث لجيلٍ آخر، بل ووجب الحديث عنه في ظّل تطور العلاقات البشريّة مهما كانت وإلى أي مبلغٍ وصلت.

ولعلّي حين أكتبُ نصًا أو مقالًا كهذا أقيم الحجّة به على نفسي أولًا وأقوم بتربية الروح التي أمّنها الله لي كهدفٍ أسمى لكل السلوكيّات التي تُقوَّم.


- خَدِيْجَه سِنْدِي.