الخشية التي يجب أن يخشاها كل امرئ تلك التي لا يعرف فيها نقاوة روحهِ وصفاء قلبه، فيظلم نفسه بما لا يعرف بهِ نفسه، وربما يعاديها، أو يقودها في طريقٍ خاطئ فتهلك الروح مع إرغامها وإغراقها في ما لا تهواه ولا تطيقه -ولا يشترط بالطريق الخاطئ أن يكون منافٍ لشيء ما كالعقيدة أو المبادئ والعرف- قد يكون شيئًا سليمًا ولكن لا يتماشى مع رغباتٍ تلك النَفسِ أو الروح.
لذلك أولى الميادين بالجهاد، كانت النفس.
برغم بساطة قدرة الله على خلقها، بقدر صعوبةِ معرفتها وترويضها، ولو لم تكن بحاجة لأمرٍ مماثل، لما جاء الإسلام، وهذّبها، وكان ذلك من عظائم خصائل الدين.
فإن سَمت الأنفس، ونُقيَّ القلب، ظهر جوهر الإنسان الأثمن.
اِنظر لقلبك، فإنهُ مرآةُ روحك، وروحك مُرادف نفسك، ونفسك إنعكاس عقلك.. ولا تخشى فيهم إلا رَبُك.
— خَدِيْجَه سِنْدِي.