إن الحب هو ولادةُ طفلٍ للرجل والمرأة.
فحين يتخلّى الرجل...، تحمل المرأةُ حُزنها، وفوق حزنها يَتِيمُها، وتحمل فوقهما... همَّ رعايته واطعامهِ واشباعهِ وتعليمهِ وتقويمهِ. وإذا اشتدت الظروف بكت مما حملت مضغتها وأرضعت عاطفتها.
ولم يُصَدِّق أحدٌ على وجه البسيطة أن الأمهات قد يتخلينَ عن أطفالهن، فما بال العذراء التي أنجبت جنينًا حملتهُ وأرضعتهُ ووهبتهُ من صبرها وتفانيها طُهرًا ما اللهُ بهِ عليم؟
وإنها لا تلفظ هذا الجنين أمانةً -عند الرجل- لعلمها أن حِرصَهُ ليس كحِرصِها هي عليه، وأن تلك الفطرة التي جَبَل الله عليها الرجل من مُثنى وثُلاث ورُباع قد تفطر فؤادها الذي أودعتهُ فيمَن حَملت شغاف قلبها عفافًا.
إن النساء لا يطلبنَ شيئًا إلا رجل...،
فما أن تصبح حُبلةً بالحب،... باتا كل مطالبها.
- خَدِيْجَه سِنْدِي.